-->

كلام الناس و الإشاعات



(صموئيل الأول 24: 9)

 
يظنّ كثيرون أن الكلامَ هو مجرّد كلام لا يزيد ولا ينقص لذلك ما أسرع الناس في الحكم على الآخرين وإطلاق الإشاعات وكل مَن يسمع خبراً ينقله مع بعض التعديل والتأويل بما يناسبه شخصياً. لكن كلمة الله تعطي أهمية بالغة لكلام الناس

فيقول الرب يسوع

"كلّ كلمة بطالة (أي غير مقصودة وغير بناءة) يتكلّم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدّين، لأنك بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان" (متى12: 36)

ويقول سليمان الحكيم "كثرة الكلام لا تخلو مِن المعصية أما الضابط شفتيه فعاقل" (امثال10: 19)

"أما لسان الأكاذيب فيُقطَع”(10: 31)

"يوجد مَن يهذر مثل طعن السيف"(12: 18)

"لا تخالط المفتّح شفتيه" (20: 19)

" بعدم الحطب تنطفئ النار وحيث لا نمّام يهدأ الخصام" (26: 20).

وعندما يفشل الناس في إيجاد لوم ما في المؤمن البار يلجأون الى إطلاق الإشاعات الكاذبة لتحطيم المؤمن. هكذا عندما أرادوا أن يقتلوا يسوع لم يجدوا فيه أيّة شكاية (يو 19: 6) فأثاروا التّهَم الباطلة وأتوا بشهود زور ادّعوا مثلاً أن يسوع قال انه سيهدم الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام (متى 26: 61)

مع أن الرب يسوع قال لهم انقضوا هذا الهيكل أي جسده وهو سيقيم نفسه في ثلاثة أيام (يو 2: 19-21) لكنهم استخدموا شيئاً قاله وحرّفوه ليُقنعوا الآخرين بموقفهم وهكذا عندما قام الرب يسوع قالوا للعسكر "قولوا أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام وإذا سُمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين! فشاع هذا القول" (متى 28: 12-15)

وترد كلمة شكوى في إعمال الرسل أكثر من 15 مرة فقط في (ص22-28)، لكنهم قدّموا ضدّ بولس دعاوي كثيرة وثقيلة لم يقدروا أن يبرهنوها (أع25 : 7).. لكن بولس يقول عنهم"لا يستطيعون أن يُثبتوا ما يشتكون به الآن عليّ "(اع24: 13).

حتى كنائس كورنثوس و غلاطية ثمرة خدمة بولس لم يترددوا في التهجّم على الرسول بولس (1كو 9: 2),(غلا 4: 16) 
لذلك يطلب بولس ....
منهم أن لا يحكموا قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب (1كو 4: 5)، لان الإنسان يحكم حسب الظاهر ولا يحكم بالعدل (يو 7: 24) والناس ينظرون الى الشكل أما الرب فينظر الى القلب ( 1صم 16: 7).

ونقرأ عن شاول انه امتلأ غيظاً على داود وأراد أن يُهلكه ويقول شاول"قيل لي انه مكراً يمكر"(1 صم23: 22).. نسيَ أن داود أنقذ الشعب مِن رُعب جليات أربعين يوماً، مع أن داود أتى على شاول وهو نائم لكنه لم يُرد أن يقتله وعندما استيقظ أدرك شاول خطأه وشرّ قلبه فبكى(24: 16) وقال داود له:
"لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب، اذيتك هوذا قد رأت عيناك.. "
(24: 9)..

لكن شاول لم يغيّر موقفَه بل استمرّ مصدّقاً الإشاعات ضد داود رغم البراهين الواضحة لأمانة واستقامة داود. لذلك يأمرنا الرب أن نفحص ونفتش ونسأل جيداً إذا كان الأمر صحيح وأكيد..
(تثنية 13: 14).

لأن مَن يُطلق الإشاعة ومَن يصدقها كلاهما سيُفتح لهم سفر الدينونة وستُكشف خفايا قلوبهم وسيقدّموا حساباً عن كل كلمة، لأن كلمة الرب تقول أن مُذنّب البريء مكرهة للرب ( أم 17: 15) وأيضا مَن يصدّق كل كلمة هو غبيّ (14: 15).

أما مَن كانوا ضحية كلام الناس وإشاعاتهم فيطلب الرب منهم أن يُصلّوا لأجل الذين يسيئون أليهم ويقول لهم"طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات فأنهم هكذا طردوا الأنبياء قبلكم"(متى5 : 11)

هل يفرح من يكون ضحية الإشاعات الكاذبة؟!

نعم هكذا يقول الرب لان له التطويب مِن الرب ومكافأته عظيمة في السماء ويضعه الرب في مكانة الأنبياء والرب يَعِد أن يُظهر برّ وكمال انسان كهذا كوضوح الظهيرة (مزمور37 : 5) ويَعِد أيضا أن يجعل أعداءه يُسالمونه إذا أرضت طرقه الرب 
(أمثال 16: 7) 
وان يصيّرهم يأتون عند رجليه ويعرفون أن الرب أحبّه 
(رؤيا 3 : 9).

لقد أتُهم يوسف بأشرّ الإعمال (تكوين 39 : 7-17) وعوقب على ما لم يفعله، لكن الرب كان معه وهو سلّم الأمر لله. فاستخدمه الرب في السجن وقرّر مصير مَن معه ثم رفّعه الرب وأصبح حاكم مصر مِن ابن 30 الى 120 أي 90 عاماً، أما مَن أتهمه فبقيَ كما هو.

هل أتهمك الناس بشتى التّهم الكاذبة؟
، هل أنت هدفاً لكلام الناس، سلِّم الأمر للرب وهو يجري وهو يجعل مَن نشر الإشاعات وفرح بكلام الناس يأتي ويسجد أمامك ويحتاجك (رؤ3: 9).

يعد الرب أن يتضرّع الى وجهك كثيرون (أيوب11: 20).

إن الله حيّ والجميع أمامه، هو يرفع وهو يضع وهو القاضي (مز75: 7)

وهو المحامي عني (مز57: 2).

نقرأ في رسالة يعقوب الإصحاح الثالث عن اللسان الذي يجب أن نلجمه ولا نطلق له العنان لأنه إن لم يُلجَم، يكون كالخيل التي بلا لجام، أيّ خراب تعمل?! ويكون مثل سفينة متروكة لرحمة الرياح دون تحكم ويكون اللسان مثل نار، أيّ وقود تحرق؟!.

إنّه عالمَ الإثم، يُضرَم مِن جهنّم ويكون كالنبع الذي مياهه مرّة ومالحة. يقول الرسول يعقوب 
"لا يصلح يا إخوتي".

أَلمَ يقل الرب يسوع بفمه عن العبد انه كسلان وشرير فقط لأنه قال في قلبه”سيدي يُبطئ قدومه" (لو 12: 45)...

فمجرّد قوله حدّد مصيرَه. والذي قال في قلبه ليس اله، ألم يحكم الله عليه انه جاهل (53: 1) بسبب جملة قالها في قلبه فقط؟، والجواسيس العشرة، أَ لم يقرّر الرب مصيرهم فقط لأنهم قالوا
"لا نقدر أن نصعد، فأشاعوا مذمّة" (عدد 13: 31)..

أن كلامنا مهم لدى الرب وهو يعكس ملء مستوانا الروحي، فلننتبه لئلا نعمل عمل الشيطان المشتكي على أخوتنا نهاراً وليلاً (رؤ 12: 10)، لكن ً لله لان الشيطان المشتكي على المؤمنين لا يجد له أذناً عند الرب لان الرب يحبنا وهو الديان صار أبا لناً.

يقول الرب على لسان النبي أشعياء....
"ها إنهم يجتمعون اجتماعاً ليس مِن عندي، مَن اجتمع عليك فإليك يسقط...كل آلة صُوِّرت ضدّك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه" 
( أشعياء 54: 15-17)..

كل وعود الرب المباركة هي للذي يتّضع أمام الرب كداود عندما سبَّهُ شمعي ويسلّم للرب طريقه ولا ينتقم لنفسه بل يسلّم لمَن يقضي بعدل.
وكل مَن يكون مُرِضياً للرب في أعماله وكلامه وكل مَن يتمسك بكلمة الرب ولا يتنازل عن اسم الرب، يدافع الرب عنه.

بقلم: القس ميلاد يعقوب - البرازيل
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

إذا فرق معك الموضوع ... فلا تحرمنى من أبداء رأيك فى المحتوى حيث يمكنك التعليق بأسم غير مٌعرف..
أذا كنت تريد أن لا تكتب أسمك... اكتب مجهول

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *