-->

حياة المسيح ... دروس من حياة المسيح كما دونه البشير لوقا

مدرسة كلمة الحياة
  

  مقدمــة

  عزيزي القارئ
" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه أو أهلكها " (لوقا 25:9)

إن الإنسان، بلا أدنى شك، تواق للربح ، ساعٍ بشغف كبير إلى تحقيق كل ما بوسعه من أجل النجاح في هذه الحياة . ليس ذلك فحسب ،بل يبذل قصارى جهده للحفاظ على سلامته من أي خطر يهدده صحياً أو مادياً أو حتى نفسياً . لكن السؤال الكبير هو: هل هذا كل ما هنالك ؟ هل هذه الحياة هي أهم شيء ؟
إن الهدف من هذا الدرس هو تقديم نظرة شاملة عن حياة المسيح الذي  جاء إلى العالم لغرض  محدد  وهو إنقاذ الإنسان من طريق الهلاك ونقله إلى الحياة الأبدية.
كيف يتم ذلك ؟ و ماذا يتوجب على الإنسان أن يفعل حتى لا يخسر نفسه بل يربح الحياة الأبدية ؟
إن هذا الدرس سيساعدك في دراسة الإنجيل وفهم رسالة المسيح . فعندما  تقرأ الإنجيل وتتمعّن في كلمات المسيح التي لا تتغيّر ستجد الأجوبة الصحيحة على الأسئلة المطروحة في هذا الدرس.
          كلمة "إنجيل" تعني "الأخبار السارة" . هذه الكلمة استعملها المسيح القدّوس وتلاميذه لتعني رسالة النجاة التي ستُنقذ الإنسان من الذنوب والموت وتُصالحه مع الله.
في نفس الوقت الذي  أرشد فيه الله الرسل لنشر هذه الرسالة ، اختار أربعة أشخاص ليّدونوا شهادة الرسل عن حياة المسيح. وكلّ كاتب اختاره الله أوحى إليه ليكتب حقيقة الحوادث عن حياة المسيح. وكتاباتهم أقرّها شهود عيان سمعوا المسيح القّدوس ورأوه وجها لوجه. كما سمح الله بوجود شهود كثيرين حتى لا يكون أي شك في حقيقة رسالة الإنجيل المقدس. وهنا يجدر القول أن كثيرا من النسخ الأولى من الإنجيل والتي تؤكد جميعها صحّة رسالة المسيح وتلاميذه، ما تزال محفوظة إلى يومنا هذا .
لقد اختار الله أربعة رسل ليدونوا سيرة المسيح ورسالته لكافة البشر. كان لوقا أحد الأربعة الذين أوحي إليهم من الروح القدس ليكتبوا "الخبر السار" أي "الإنجيل" . كان لوقا طبيباً من أصل يوناني، درس ومارس الطب. وكان رجل علم وذا ثقافة عالية ومقدرة أدبية كبيرة. و لقد كتب هذه البشارة حوالي سنة 60 ميلادية.
عزيزي القارئ قبل أن نبدأ في الدرس نود أن نلفت انتباهك إلى أن إنجيل لوقا ينقسم إلى 24 فصلاً . و يحتوي كل فصل على عدد من الآيات . فعندما نقول مثلا انظر إنجيل لوقا 9 : 25 ، نقصد : إنجيل لوقا ، الفصل التاسع و الآية الخامسة والعشرين .
كما نود أن نشير إلى أن هذا الدرس ينقسم إلى أربعة أجزاء . و كل جزء يتناول عدداً من الفصول من إنجيل لوقا ،لهذا  نرجو أن تقرأ  بتمعن كل النصوص الكتابية المشار إليها  في كل جزء قبل الشروع في قراءة الدرس، وكذلك قبل الإجابة على أي سؤال.


الجزء  الأول
النص الكتابي : إنجيل لوقا 1 - 4

الفصل الأول

لاحظ عزيزي القارئ ،أن لوقا كان أمينا فيما تقصاه من أخبار عن حياة المسيح ، من شهود عيان عاصروا المسيح و عاشوا معه . و هذا ما أشار إليه لوقا في الفصل الأول والآية الثانية و ما بعدها .
ثم يخبرنا لوقا بولادة يوحنا المعمدان الذي سيهيء الطريق أمام السيد المسيح . ويوحنا  هذا هو ابن زكريا الكاهن . والكاهن هو أحد الخدام الذين يعملون في الهيكل أو المعبد اليهودي . لقد كان عددهم يضاهي العشرين ألفاً ، وكانوا ينقسمون إلى عدة فرق تتناوب على الخدمة في الهيكل .
لاحظ عزيزي القارئ أن البشارة بميلاد يوحنا جاءت لزكريا وأليصابات اللذين كانا عاجزين عن الإنجاب بسبب عقم أليصابات . غير أن الله الخالق لكل شيء ، قادر على صنع المعجزات .
وأشار لوقا إلى أن هذا حدث في زمن حكم هيرودس . و هيرودس هذا كان ملكاً على اليهود نصّبه الاستعمار الروماني . و لعل أبشع عمل قام به هيرودس أثناء حكمه، هو مذبحة الأطفال دون السنتين من العمر . و بذلك يكون قد حاول عبثا قتل الطفل يسوع .
   
الفصل الثاني

إن الله هو المسيّر للتاريخ البشري والمهيمن على الأحداث. لقد جعل أغسطس قيصر إمبراطور روما يصدر أمراً  لإحصاء عام،  ذهب بموجبه يوسف مع خطيبته مريم إلى بيت لحم في فلسطين. وهناك ولد الطفل يسوع. وتمت النبوءة التي التي كانت على لسان ميخا النبي منذ أربعة قرون. تنبأ ميخا عن مكان ولادة المسيح بقوله: " أما أنت يا بيت لحم أفراتة، مع أنك قرية صغيرة بين ألوف قرى يهوذا، إلا أن منك يخرج لي من يصبح ملكاً في إسرائيل وأصله منذ القديم، منذ الأزل، (ميخا 2:5). وهذه النبوءة التي تحققت هي بمثابة ختم الله على صدق كتابه المقدس.
لقد رأينا في هذا الدرس كيف أن ولادة السيد المسيح  تختلف عن ولادة أي إنسان آخر في التاريخ البشري. فقد ولد من عذراء بقوة الروح القدس، وأعلنت الملائكة من السماء ولادته. لاحظ عزيزي القارئ في نبأ هذه الولادة العجيبة أن المسيح سيدعى ابن الله ، في إنجيل لوقا 1 : 35  ماذا تعني عبارة  ابن الله ؟
إن هذه العبارة لا تشير إلى الولادة الطبيعية أي أن المسيح لم يولد كسائر الناس بالطريقة البيولوجية التي يخضع لها قانون التناسل . فالله  واحد و لا  شريك أو شركاء له . و لا زوجة و لا ابن له بمفهوم الطبيعة البشرية . فالمقصود به هنا في هذه العبارة هو أن السيد المسيح حبل به بروح الله ليكون بذلك خالياً من أي ذنب أو خطية ، لأنه قدوس . و بذلك يكون السيد المسيح ابناً لله لأنه ليس من زرع إنسان كما هو الشأن بالنسبة لكل مولود في العالم . و خلاصة القول هي أن عبارة ابن الله خالية من المعنى المادي الذي تتضمنه الولادة الطبيعية ، فشأنها على سبيل المثال  كشأن ابن السبيل أو ابن البلاد الفلانية كناية على انتماء الشخص لمكان معين .  
عزيزي القارئ إن مفهوم بنوة المسيح لله هومفهوم عميق ويستعصي علينا ان ندرك كل ماهياته. لكن لاحظ معي رد فعل مريم عندما أخبرها الملاك بهذه الولادة العجيبة. لقد سلمت أمرها لله بكل وثوق في وعده. لوقا 38:1 (فليس لدى الله وعد يستحيل عليه إتمامه، هأنا عبدة الرب، ليكن ما تقول).

الفصل الثالث

لقد كبر يوحنا المعمدان وصار رجل الله بحق، وكان يكرز (أي ينادي) بالبرّ ويدعو الناس إلى أن يتوبوا عن خطاياهم ويصنعوا صلاحاً أمام الرب. وجاء الكثيرون إلى يوحنا واعتمدوا في الماء ليثبتوا أنهم حقاً تابوا وتركوا خطاياهم وأنهم سيسلكون في طريق الرب.
لاحظ معي عزيزي القارئ أن السيد المسيح وإن لم يرتكب أبداً خطيئة فإنه تعمد. وكان هذا بداية لخدمته على الأرض. وبهذا يكون السيد المسيح قد شرع في القيام بدوره الذي من أجله جاء.

الفصل الرابع

نجد في هذا الفصل أن السيد المسيح ابتدأ  خدمته العلنية عندما بلغ ثلاثين سنة من العمر تقريباً. "وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح، وذاع صيته في القرى المجاورة كلها" (لوقا 14:4). هذه العبارة هي بمثابة افتتاحية لعمل يسوع وخدمته العلنية التي استمرت مدة ثلاث سنوات ونصف. كانت خدمته العاملة خدمة شفاء وتعليم للأفراد والجموع. ولقد أظهر قوته للجميع بواسطة المعجزات التي عملها علنا، وبواسطة تعليمه جهاراً أمام الكل.
رجع يسوع من نهر الأردن وهو ممتلئ بالروح القدس، ثم سار أربعين يوماً وأربعين ليلة قضاها في الصلاة بالبرية وذلك قبل أن يبدأ خدمته. وبعد ذلك وحينما كان يسوع في هذه الفترة الصعبة من ضعف الجسد، جاءه الشيطان وامتحنه  ثلاث مرّات. ولنا فائدة عظيمة في طريقة  إجابة يسوع للشيطان، ودروس تساعدنا نحن أيضاً لنعرف كيف نقاوم تجارب إبليس.
وأرسِل يوحنا المعمدان لكي يعلن للناس مجيء يسوع . كما تكلّم سمعان التـقيّ وحنّة النبيّة عن عمله في المستقبل وعن مجده. ورأينا أيضاً أن الشيطان حاربه ولكن يسوع انتصر عليه. والدروس القادمة ستساعدك لتتعلّم الكثير عن أعمال وأقوال يسوع.

والآن يجب أن تقرأ الفصول المذكورة أعلاه، وتراجع الآيات  المشار إليها في الإنجيل، قبل أن تجيب على الأسئلة . 

أسئلة الجزء الأول

1.      لماذا صار زكريا صامتاً لا يقدر أن يتكلم؟ (لوقا 1)
2.      كيف كان ردّ فعل مريم مختلفاً من رد فعل زكريا؟ (لوقا 1)
3.      كيف عرف الرعاة مكان ولادة المسيح؟ (لوقا 2)
4.      لماذا كانت كلمات يوحنا للجموع قاسية؟ (لوقا 3)
5.      كيف أظهر السيد المسيح أنه أقوى من الشيطان؟ (لوقا 4)  
6.      من الذي قال هذا الكلام ؟
أ ـ "فليس لدى الله وعد يستحيل إتمامه " .
ب ـ "ها أنا عبدة الرب. ليكن لي كما تقول" .
ج ـ "فطوبى للتي آمنت إنه سيتمّ ما قيل لها من قبل" .
د ـ "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" .
ه ـ "المجد لله في الأعالى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس البهجة" .
و ـ "ألم تعلّما أن عليّ أن أكون في ما يخصّ أبي" .
ز ـ "أنت ابني الحبيب، بك سررت كل السرور" .
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

إذا فرق معك الموضوع ... فلا تحرمنى من أبداء رأيك فى المحتوى حيث يمكنك التعليق بأسم غير مٌعرف..
أذا كنت تريد أن لا تكتب أسمك... اكتب مجهول

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *