إن معرفة الله لك سابقة لوجودك ، إن الله يعرفك قبل أن تكون ، وبدون مبالغات فأنت كُنت فكرة قبل الآزمنة الآزلية ، كان يتصورك ويعرفك ويبدعك من خلال إبداعاتة الآلهية العجيبة ..
أنت أصلا فكرتة !!!
وعندما كان يراكــ فى مخيلتة ، كان يراك فى أبهى صورة ومجد ..
وكانت هذة المعجزة الخاصة بك ، أنه كان يتصورك ويبدعك على صورتة الخاصة وعلى شبهة المجيد ..
لماذا جبلك الرب على صورته وشيهة !؟
هل فكرت أبدا فى هذا السؤال ؟!
هل يمكن أن تتصور لة إجابات ؟!
إن الله فائق فى روعتة وهو عظيم جدا فى أفكارة ، وهو جبلك على صورتة وشبهه على الآقل لهذين السببين :
أولا :- ليصنع معك علاقة شخصية حميمة وعميقة لا يمكن أن يصنعها إلا مع شبهه . إن الله إلة فريد وهو خلقك على صورته لكى تشبهه فى هذة الفرادة ولكى تصير هذة العلاقة الشخصية والعميقة معة ممكنة .
ثانيا :- لكى يضع عليك المجد الخاص جدا ، وهو لا يعطى مجدة لآخر إلا لو كنت تشبهه !!
عندما رأك الله فى مخيلتة / رأك أنك حسن جدا ... فأبدعك إلى الوجود وجبلك فها أنت موجود حيا ، تحيا وتتحرك وتتنفس بنعمتة
أنت بحسب القصد الآلهى شخص تعبر عن معجزة إلهية ، على صورتة وشبهه لك علاقة حميمة معة وهو يضع عليك مجدة
لكن .... ماذا حدث ؟؟
إن خبرة سقوط الجنس البشرى جعلت هذة الصورة الآلهية التى فى الآنسان تصير مشوهة ، والمجد الآلهى الذى كان علية يذهب ويزول.
ولكن كيف يمكن الآنتقال مرة ثانية من حيث ( أصبحنا ) إلى حيث
( ماينبغى أن تكون ؟)
إن الله بنفسة صنع حلا عجيبا مدهشا ، فاختار أن يأتى إلينا فى صورة الآنسان الكامل الذى نبحث عنة
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: «هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ( يوحنا 1 :14-16)
منقول من كتاب : (أنت حُلم الآب) لدكتور : عزت حكيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
إذا فرق معك الموضوع ... فلا تحرمنى من أبداء رأيك فى المحتوى حيث يمكنك التعليق بأسم غير مٌعرف..
أذا كنت تريد أن لا تكتب أسمك... اكتب مجهول